عَبَثا مَا نَكْتُب ..
إِذَا مَا كَان هُنَاك مَن لحُرُوَفْنا يُقْتَل ..
وَكَان الْتَّغْيِيْر وَالتَّبْدِيل حَاضِرَ ..
فَلِمَاذَا بِالْكِتَابَة نَحْن نَتْعَب ..
وَإِذَا مَا كَان هُنَاك مَن لنَزَفْنا يَغْتَال ..
دُوْن رَقِيْب أَو حَسِيْب يُفْعَل بِنَا مَا يُفْعَل ..
وَاذّا مَا كَان هُنَاك مَن يُعْدَم كَلِمَاتِنا
عَلَى سَطْح مِقْصَلَة لتقصّل ..
وَحِيْن قَتَلَهَا أَبَدا .. لَا يُسْأَل ..
عَبَثا مَا نَكْتُب ..
إِذَا لَم يَكُن لَنَا فِي كِتَابَاتِنَا رَأْي ٌ
وَعَنْهَا .. لَا نَسْأَل ..
وَلَيْس لَنَا حَق بِالْمُطَالَبَة ..
فَمَن نَحْن لِنَطْلُب ..
سُحْقا لِمَا نَكْتُب ..
وَنَحْن مِن أَقَل حُقُوْقَنَا نُسْلَب ..
وَغَيْرُنَا لَو تَعَالَى صَوْتَه ..
وَلَو عَرَف اسْمُه ُ..
كَان لَه مَا أَرَاد وَمَا يَطْلُب ..
عَبَثا مَا نَكْتُب ..
لَفَعَلْنَا نَسْتَحِق بِالْسِّيَّاط أَن نَضْرِب ..
وَعَلَى مَيْدَان الْكِتَابَة ..
بِالْسَّلاسِل وَالْاغْلال هُنَاك نُصَلِّب ..
فَإِن لَم يَكُن لَنَا هُوِيَّة وَلَا اسْم ..
نَكُوْن الْمُرْتَزِقَة فِي سُطُوْر الْقْلُم .. هَكَذَا نُلَقِّب .. .
لِأَنَّه لَيْس لَنَا فِي بُحُوْرُهُم أَمْوَاج أَو مُرَكَّب ..
فَكَيْف يَكُوْن لَنَا حَق ..
وَكَيْف يَبْقَى لَنَا فِي حُرُوْفِنَا مَطْلَب ..
عَبَثا مَا نَكْتُب ..
بَل سُخْفَا أَن نَكْتُب ..
اذَا مَا كَان مِثْلَك يَتَحَكَّم ُ ..
نَكْتَفِي بِالْصَّمْت وَلَا نَتَكَلَّم ..
وَلَا نَحْتَاج أَبَدا لِلْتَّعْبِيْر بِالْقَلَم ..
وَلَا نُرِيْد مُطْلَقا بَعْد كُل هَذَا .. أَن نَكْتُب !!
حِيْن يُهْضَم حَق الْكَاتِب .. فَلِمَاذَا نَطْلُب مِنْه أَن يَكْتُب ..
رِسَالَة لِمَن لَا يَعِي حَق الْكَاتِب وَيَقُوْم بِتَغْيِيْر الْعُنْوَان وَالْكَلِمَات عَلَى هَوَاه !!