سمعت الممرضة في أثناء الليل وهي تجول في عنابر
المستشفى طفلا صغيرا يتكلم أثناء نومه، واقتربت الممرضة
على أطراف أصابعها من فراش الطفل، لم يكن يحلم ولم يكن
يتكلم في أثناء نومه، إنه كان يغمض عينيه ويخاطب الله.
... كان يهمس بالكلمات فقد كان الطفل يحرص على ألا يسمع
أحد كلماته إلى الله.
وسمعت الممرضة الطفل يقول : يا رب ساعدني... ساعدني
على أن اركع، لقد حاولت عدة مرات أن اركع، ولكني عجزت عن الركوع...
اعطني أنت القوه حتى اركع.
ودهشت الممرضة من هذا الدعاء العجيب، فالناس يطلبون
من الله أن يساعدهم على الوقوف لا أن يساعدهم على الركوع
ثم أن هذا الطفل فقد ذراعه اليمنى فلماذا لا يطلب من الله
أن يمنح ذراعه اليسرى القدرة على الكتابة، وان يقوم بكل ما كانت تقوم به اليد اليمنى وهو لم يفقد ذراعه وحدها بل فقد
أيضا ساقيه فلماذا لم يطلب من الله أن يساعده على أن يمشي ويتحرك ؟
وسألت الممرضة الطفل : لماذا لا تطلب من الله أن يساعدك
على أن تمشي وتجري وتكتب ؟
وسكت الطفل ولم يرد وأحست الممرضة أنها قطعت دعاء
الطفل، وأنه لا يريد أن يسمع غريب لكلماته مع الله فتظاهرت بالابتعاد عن فراش الطفل، وهنا سمعت الطفل يقول لا
تؤاخذها يا رب إنها ممرضة ساذجة... إنها لا تعرف انك إذا ساعدتني على الركوع سأستطيع أن اصلي لك، وإذا سمعت
صلواتي فستساعدني على أن أكتب وأمشي وأجري مثل باقي الأطفال
وعرف الطفل معنى الصلاة والركوع. يبدو أن هذا الطفل
الصغير قد أدرك من الحكمة ما هو قد خفي عن عقول الكثير من الفلاسفة والحكماء، وان لم نصبح مثله في طفولتنا
الروحية فبعيد جدا عن ملكوت السموات وألان أسألك: هل مازلت تعاني من التذمر والضجر وتشعر انك
محروم من كل شيء ؟
يكفيك شيئا واحدا أنه لك ينبوع الرجاء، فهل ستشفى من التذمر والقلق