بسم الله الرحمن الرحيم
كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يقول في خطبته :
" أما بعد .. فإني أوصيكم بتقوى الله ، وأن تثنوا عليه بما هو أهله ، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة ، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة ؛ فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال : { إنَّهم كانوا يُسارِعون في الخَيْراتِ ويَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكانُوا لَنا خَاشِعِينَ }
كتب عمر إلى ابنه عبد الله رضي الله عنهما :
أما بعد ؛ فإني أوصيك بتقوى الله -عز وجل- ؛ فإنه من اتقاه وقاه ، ومن أقرضه جزاه ، ومن شكره زاده، فاجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك .
استعمل علي بن أبي طالب رجلا على سرية ، فقال له :
أوصيك بتقوى الله الذي لا بد لك من لقائه ، ولا منتهى لك دونه ، وهو يملك الدنيا والآخرة .
كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل :
أوصيك بتقوى الله -عز وجل- التي لا يقبل غيرها ، ولا يرحم إلا أهلها ، ولا يثيب إلا عليها ؛ فإن الواعظين بها كثير ، والعاملين بها قليل ، جعلنا الله وإياك من المتقين .
قال رجل ليونس بن عبيد :
أوصني . فقال : أوصيك بتقوى الله والإحسان ؛ فـ{ إنَّ اللهَ مَعَ الّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنونَ } .
قيل لرجل من التابعين عند موته : أوصنا . فقال :
أوصيكم بخاتمة سورة النحل : { إنَّ اللهَ مَعَ الّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنونَ } .
كتب رجل منهم إلى أخ له :
أوصيك وأنفسنا بتقوى الله ؛ فإنها خير زاد الآخرة والأولى ، واجعلها إلى كل خير سبيلك ، ومن كل شر مهربك ؛ فقد توكل الله ـ عز وجل ـ لأهلها بالنجاة مما يحذرون ، والرزق من حيث لا يحتسبون .
كتب ابن السماك الواعظ إلى أخ له:
أم بعدُ .. أوصيك بتقوى الله الذي نَجيّك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله مِن بالِك على كل حالِك في ليلِك ونهارِك، وخَفِ الله بقدر قُربِه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بِعَيْنه ليس تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى مُلك غيره، فليعظم منه حذَرُك، وليكثر منه وَجَلُك .. والسلام.
كان وهيب بن الورد يقول:
خَف الله على قدر قدرته عليك، واستحيِ منه على قدر قُربه منك.
قال شعبة : كنت إذا أردت الخروج قلت للحكم : ألك حاجة ؟ فقال :
أوصيك بما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل :
" اتَّقِ اللهَ حَيثُما كُنْتَ ، وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ ؛ تَمْحُها ، وخالِقِ الناسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " .
قال الثوري لابن أبي ذئب:
إن اتقيتَ الله كفاك الناس، وإن اتقيتَ الناس لن يُغنوا عنك من الله شيئًا.
جامع العلوم والحكم لابن رجب رحمه الله
اختكم صدى الروح