يحكي صاحب التجربة :
زرت صديقاً لي لم أره منذ مدة، وأثناء حوارنا لاحظت أسلوبه في الحوار أصبح أكثر تميزاً عن ذي قبل فسألته عن سر ذلك فقال:
لاحظت قصوري في أسلوب التعامل، و نظراً لطبيعة عملي فإنني احتجت لتطوير قدراتي في الحوار مع الآخرين.
قرأت كتباً عديدة في الحوار، وظللت أعيد قراءاتنا ما بين الحين و الأخر،لأن مثل ذلك الكتب لا تؤتي ثمارها على أكمل وجه إن لم تراجع ما بين وقت و آخر يعرض الإنسان نفسه عليها و يعيد تقييم ملكاته من جديد.
كنت في بعض الأحيان أحمل مسجلاً صغيراً في جيبي و أحرص ألا يراه الآخرون – لأن ذلك غير مقبول اجتماعياً – وحين انفرادي بنفسي استمع لحواري مع الآخرين و ارقب :
• هل كنت أتكلم أكثر منهم ؟
• هل كنت ارفع صوتي بدون حاجة ؟
• هل كنت أكثر المقاطعة ؟
• هل ... هل ....؟
كنت في أحيان قليلة حينما يزورني احد الزملاء المقربين استأذنه في تصوير لقائنا (بكاميرا الفيديو) لأنني أريد أيضاً أن أرى كيف يراني الآخرون و ارقب :
• هل أتعالى بإشارة أو جلسة ؟
• هل تعابير وجهي مناسبة لطبيعة الحوار
• هل أنا عاطفي أو انفعالي ؟
كنت لا أرفض، بل أنشد التعليق على أسلوبي في الحوار من الأصدقاء و المقربين.
فعجبي من حاله و سألته :
هل مازلت تفعل كل هذا ؟
فأجاب بالنفي .
قلت : ولم ؟!!
قال: لا حاجة لي بأكثره فقد أصبح طبيعة لي و متعة أمارسها في حياتي اليومية.
و في رأيي أن العاقل من يراقب أيضاً غيره في كل حوار يشهده و إن لم يكن طرفاً فيه فيتقمص ايجابيات المحاورين و يتفحص سلبياتهم أن لا تكون عنده.