لقد جاء الشتاء مهرولا يحمل بين يديه الكثير من الخير والبهجة والبركة , البهجة للبشر التي تحب ان ترتوي أجسادها بهذا الماء الطيب المبارك الذي أنزله الله طهورا كما قال في كتابه الكريم ((وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)) , والبهجة الاخرى بهجة الارض عندما ترتوي فسبحان من أحيا الارض بعد موتها واليه النشور .
لطالما انتظرنا فصل الشتاء وأجمل ما ينتظره الناس من فصل الشتاء هو الشعور بالدفء ولذلك راحوا يتغنون بالمدفأة حتى قالوا عنها (فاكهة الشتاء) , لانها أجمل مافي الشتاء عند تجمع الاحباب حولها والتنعم بذلك الدفء الذي لولاه لأصبح الشتاء عذابا , لكن تلك الفاكهة التي نتغنى بها قد تصبح كارثة وقاتلة فستتحول إلى خطر صامت يهدد حياتنا, وهذا ما يحدث بسبب عدم الانتباه لكيفية التعامل مع هذه المدافئ, أو مصادر الغاز أو الكاز أو الحطب ما يؤدي إلى اختناق الأبرياء أو إلى اشتعال حرائق ونحن بغنى عن ذلك .
وغالباً ما نسمع عن حوادث مأساوية في بداية فصل الشتاء عندما يأتي فجأة برد قارص, فيلجأ بعض الناس إلى استعمال مدافئ مؤقتة رخيصة الثمن كمدافئ الغاز أو الكهرباء أو الفحم، ومن هذه الحوادث عريس وعروس ماتا خنقا عندما تركا مدفأة الغاز في غرفتهما المغلقة الأبواب والنوافذ، أم وأولادها الثلاثة ماتوا خنقا بعد استعمال مدفأة الفحم ضمن غرفة مغلقة , وهناك من الامثلة الكثير الكثير , واليوم جئت شخصيا لأكتب لكم رسالة هذه الرسالة تحوي قصة حدثت بالامس وتحمل بين طياتها حرص وخوف وحب والحذر لتكثفوا جهودكم للحذر من الاستعمال الخاطئ للمدافئ ولاسيما لأولئك الذين لايدركون أهمية تجديد هواء الغرفة, فينامون إلى جانب مدفأة الفحم المشتعلة في غرفة مغلقة طلبا للدفء ما يؤدي إلى تراكم غاز أول أكسيد الكربون في أجسامهم وقد يتسبب بوفاتهم إذا لم ينقذهم أحد في الوقت المناسب، ومن هنا تأتي أهمية الحرص على إخراج المدفأة من الغرفة قبل النوم مع ضرورة تجديد هوائها للتخلص من الغازات الضارة.
اليكم القصة:
اثاء جلوسي في غرفة المعيشة أحسست برائحة غاز لكن أهملت الامر في البداية وقلت لا انا متوهمة وبعد قليل ازدادت الرائحة حتى احسست بصداع شديد فذهب لأتفقد مصدر الرائحة بكثير من الحذر فنحن نملك سخان للمياه يعمل بالغاز وايضا الفرن العادي الموجود في المطبخ , مع اخذ الحيطة بان ابتعد عن مصادر الكهرباء وعدم اشعالها لانه عند تسرب الغاز وفتح مصدر كهربائي يحدث تماس كهربائي وتشتعل النيران وقد يحدث انفجار لأنبوبة الغاز , وفتح جميع النوافذ فالذي وجدته ان عين الغاز مفتوحة ولكن النار منطفئة فمن هنا اتى التسريب , لا ادري اهو اهمال ام انه القدر اراد ذلك لا اعرف ولكن الذي اعرفه ان الله أعطانا عمرا جديدا لنحيا ولكن ربما الامر لن يتكرر وقد نكون في عداد الموتى .
فنصيحتي لكم ان تعملوا على تفقد اسطوانات الغاز سواء بالمطبخ او بالتدفئة او اي مصدر أخر وغلقها جميعا قبل النوم , وفتح منافذ للهواء وعدم اغلاقها اغلاقا محكما .
والحمد لله الذي أحيانا بعدما اماتنا واليه النشور , والحمد لله الذي أعطانا أعمارا لنحيا من جديد , لك الحمد حتى ترضى ولك الشكر على ماانعمت وقدرت.
بقلمي…سونامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي